الجمعة، 29 أبريل 2011

صداع في ضمير القلب !


  
صداع في ضمير القلب !
 كان لا بد لي أن اعترف لها !
لا أستطيع أن استمر هكذا دون أن أقول لها عما يتصارع
داخل جدران النفس وارجاء القلب 0
كان لا بد لي أن أقول لها أن الألم يعتصرني بعد أن ضاع
منها أهم ما كان يميزها عن نساء الدنيا 0
لقد ضاع منها ذلك الجنون غير المحسوب
لا يمكن أن تكون الحياة " مهذبة " " منظمة " " مرتبة "

" تقليدية " محسوبة " إلى هذا الحد المخيف 0
لا يمكن أن يتدرج كل شئ تحت باب " الواجب " و " المفروض"
و " التقاليد " و " الأصول "
لا يمكن أن تسير الحياة على طريقة " لو سمحت ممكن أن
تعطيني الملح " فيأتي الرد 00 طبعاً  تفضلي 000 ويأتي
الرد الآخر : " شكرا  " 0
على هذا النهج مطلوب مني أن أقول لها " ممكن بعض الحنان لو سمحت "
فتقول : طبعاً يا عزيزي 0 تريده بالسكر أو بدون ؟
فأرد : أريد حنانا بالسكر 0000000
فتقول متسائلة : كم قطعة سكر بالضبط ؟
فأرد : 3 قطع لو سمحت 0
فترد : تفضل يا عزيزي 0
فأقول : شكرا على حنانك المضاف إليه 3 قطع من السكر يا عزيزتي !
شئ عاقل إلى حد الجنون ، كل شئ فيه مرتب منظم لا بد أن
نطلبه شفهياً ، ويأتينا الرد عليه مثل خطابات الجهات الحكومية 0
هل لا بد لي أن أقول أريد حتى أخذ ؟
هل مطلوب مني أن أشكو وأقول أنا
بحاجة إلى حب وحنان ورعاية حتى يتم " توريد " هذه المشاعر لي ؟
أنا أعرف أن كل هذه المشاعر موجودة ، ولكن قيمتها الكبرى
هي أن يشعر الطرف الأخر باحتياجي لها دون أن أطلبها

قيمة العطاء هي أن يكون تلقائيا بدون موعد ، بدون حجز مسبق ،

 بدون ترتيب ، بلا بروتوكول ، بلا استئذان 0
العطاء لا يدق على الباب ولكنة يحطمه 0
المحب لا يستأذن في أن يعلق منشورا على جدران قلب
المحبوب ، بل يلصقه دون خوف من شرطي أو غريم !
في هذا العصر الحب هو خروج عن المألوف تحطيم لقانون
طبيعة عصر غلبة فيه المادة على " القلب"

وأصبح  فيه بريق الماس أكثر جاذبية من ليهب المشاعر ،
واصبح معطف الفراء أكثر دفئا من عطاء القلب 0
هنا أيضاً يتعين على الرسائل التي يبعث بها القلب أن
تكون اكثر وضوحا فلم يعد " المحب من الإشارة يفهم "

بل يحتاج إلى إيضاحات صريحة واضحة لاحتياجات القلب 0
ويبقي ضمير القلب يعيش عقدة ذنب : هل يقول لها ما يدور
بداخله ؟ هل يطلب منها ؟ هل يسكت ؟ هل يحزن ؟ أم يظل
يبتلع صمته بعد أن أدرك أن الوصول إلى المثالية في العشق
هي غاية لا تدرك في هذا العصر المتقلب ؟


0 التعليقات:

إرسال تعليق

محمد ابوزيد

سيرة ذاتية | أعلن لدينا | اتصل بنا
مدونة رشيد © 2009-2005 | جميع الحقوق محفوظة | تصميم وتطوير : رشيد