الجمعة، 29 أبريل 2011

قلت لي ..



قلت لي ....


قلت لي:
ذات مرة .. رسمتك على الرمل قلبا يحاصرني ..

لك رسمة سيدتي.. في حدود الروح أحصرها .. وتحصرني ..
أما ذاب الرمل .. أما تبخر البحر .. أما نطقت أنا ..
 أما تنفست وشهقت وعطست .. أما مسكت إصبعك .. أما مشيت وراءك ..
أما احتضنتك ..لا فائدة إذن .. لا ترسمي على الرمل شخصي ..
دعوة واحدة وآتيك .. أتيك عدد الرمل .. دعوة واحدة وأناديك ..
 دعوة واحدة وأمشي على الماء .. على الهواء على الفناء .. ترسمين على الرمل إذن ..
لم الرمل فتنتي .. وأنا الواقف بين يديك .. على بلاطك الأنثوي ..
 في صحن القصر.. هناك على يمينك .. على شمالك من فوقك من تحتك وبين هواجسك ..
 لم الرسم .. لم انتبذت بالرمل وهربت مني .. تتهربين وترسمين ..
 لحظة اعتراف جارفة تلك التي نطقت فيك .. لغة الشعور .. أعرف تلك اللغة ..
لا تعترف بالحروف .. لغة تختص بالتشكل .. بالحركة .. بالفعل ..
على الرمل على الماء على الهواء .. ليتك تعالجين جربي بها ..
ترسمين قبلة وتحيين حفلة .. تتوسدين سهرة .. تقترفين فنا .. نحتا .. ليتك ليتك ليتك ..
ليتك ما رسمت .. وما شكلت الرمل .. أين كنت أنا ..
كان عليك أن تتشكلي لي .. أن ترسمي طيفك .. وتنحتين في حيزي وجعك ..
 تصقلين في ضبابي الفصول .. وتسكبين أنهار دفئك .. تغدقين بحار فتنتك ..
 وأزهار جنتك .. وأثمار مواسمك .. لم الرسم حبيبتي لم الرسم ..
وأنت المرسومة فيّ .. المتشكلة بلغتي .. لم الرسم وأنت الهاربة في الروح ..
لم الرسم وأنت الاسم والفاعل .. النحو والصرف .. الرسم والفن .. وتعالي ..
من يرسم من .. كم أحاول رسمك بالصورة .. بالفكرة .. بالنظرة ..
كم أحاول رسمك هناك .. وعفريت ما ..يحملك والعرش .. يرسمك هنا .. شكلا وحركة ..
 

قلت لي:
سأتنفسك ..

 يا إلهي .. كم هي اللغة صعبة ..
لا أدري كيف لا ندرك الحروف مرات ..
كتاب بطوله وعرضه ولم أكتشف التنفس هذا ..
جمال انسيابي في جوفك .. أهي الحقيقة إذن .. أراك ما هربت إلا لذلك ..
كيف عرفت أنني فيك أخف من نفس يحاول التكيف فيك ..
نفس واحد بلحظة عشق وتنتهي الأمور .. طلب واحد حبيبتي وأرضى ..
 تسمحين لي بالتمدد في كل اتجاهاتك .. أتوغل فيك ..
 أجتاح البخار .. أنزل والمطر .. أتبخر والشوق .. أتوه في الإسفنج .. أركب الدم ..
 أحلق في سماء احتياجاتك .. وهي تنهرني بفوضى المشاعر .. تعال هنا .. لا اذهب هناك .. ابق قليلا ..
عج إلى اليمين إلى اليسار إلى الفتار إلى البخار .. ما أكثر ما تقولين انزل قليلا ..
أنت مبنية على أوامر وسطى .. لا فوق ولا تحت .. كيف لا وأنت الموقوفة على المنخفض ..
المبنية على التمرد .. والهاربة في هاجس .. ربما أكون محقا لو عدلت عن الفكرة ..
 أرفضها .. كم أنا لأكفي وجعك كله .. لا طاقة لي على ملك كونك ..
أضيع في بعضه وأتوه في بعضه .. وأموت في بعض .. أسقي بعضه ..
وأتصحر في بعضه .. وأنهار على بعضه ..
 لا سيدتي أرفض أرفض أرفض .. أنا أريدك للأبد ..
 تتنفسينني ولمرة واحدة .. مرة واحدة وأنتهي .. من يحبك إذن ..
من يشتاق ومن يكتب ومن يفكر ومن يراسل ومن يتوسد الأرصفة ..
من يسهر بك .. يناديك .. يتخيلك ملء الحضن وملء القلب وملء الروح ..
ملء الفكر وملء الحلم والأمل .. ملء الفضاء والسماء والنماء .. ملء الجفن ..
أنا أريدك ملئي .. أريدك جنبي .. أريدك كل لحظة .. كل ثانية وكل العمر ..
كم أتمنى أن يذهب العمر خلودا وورودا ووعودا وعهودا ..
 كم أتمنى أن يذهب العمر معك نفسا طويلا طويلا طويلا ..


قلت لي ..
متى ستأتي ..

لماذا ألم تريني في مرآتك ..
ألا تريني في نقصك المحشو بالسلوى .. ألم تريني براحتيك ..
 بجفونك .. بحمرة الخد والورد .. ألم تريني فراشك .. وسادتك ..
ألم تريني قميصك ولباسك .. مطرك وصحراءك .. دمعك ونفسك .. ليلك ونهارك ..
 أنت كمن يشبه ظله .. أنا أراك كل هذا .. وأراك الصحو والغيم ..
 السماء والبحر .. الزهر والثمر .. أراك كل النساء .. وأراهن ظلك .. أراهن عطرك ..
 أراك المنهج والفكرة .. الحرف والكلمة .. السطر والمداد ..
 أراك الجمر والهوى .. الندى والنوى .. الحب والحياة ..
 أما تمشين معي هناك .. أنا أنام بظلك هنا .. ألتحف هواء ربما تنفست به ..
 أستقبله كما لو خرج منك توا .. أعيش به .. وأعيش له .. وأعيش فيه ..
بربك ما الذي يحوجك لما أنت فيه .. غير ما أخذت مني .. وها أنا اليوم منه ..
 أراك وأنت تتحسسين وجعي .. تهدهدين عليه ولن يهدأ ..
فهل ترينني أكتب بأطراف الأصابع قصتي .. وشعري ..
أنا أكتب قصة الوصل على النهد .. وعلى الخد .. أحيى الوعد والعهد ..
 أكتب الإحساس دفئا .. والمشاعر بخارا .. والأنفاس غيوما ..
فهلا تفتح الورد فيك على وعد .. أنا لا مطر لدي .. أراك مطري ..
وما كنت صحراءك يوما .. فكيف أكتب المنخفض ..
 وكيف أرصد التضاريس .. ومتى أرسل المواسم .. والبيادر ..
متى أرسل الطقوس .. متى أرسل الظل .. متى أرسل الدفء ..
متى أرسل النبض .. أراك تحلمين باللزوجة .. والرطوبة ..
 وتتأملين الكتابة على أثوابك العاجية ..
 فمن تكتب لي روحها .. ونبضها .. ودفئها ..
من تكتب لي نفسي وعطري ومطري .. من تكتب لي رجفتي .. من تكتب البركان ..
من تشعل النار في هشيمي .. من تغسل عفونتي .. من تجفف بخاري ..
من تزرع ربيعي .. وتأكل بعضي .. وترسم الزلزال فيّ ..
 من تحطم حروفي وتنثرها في الريح .. من تسطر جسدي ..
من تلبسني ثوبها .. من تكوي وجعي .. أما قيل آخر الدواء الكي ..
من تمتص شبقي .. من تمطر رمقي .. من ألقح زهرها ..
من أفتح أبواب فتنتها .. من تغلق أبواب جوعي .. من ومن ومن ..
 

قلت لي:
ذات يوم سأحبك أكثر ..

لم آنستي .. أنا أحبك مذ كنت ترابا ..
وأنا الذي احتضنك بذرة ونمت فيّ ..
وتفتحت نورا وحبا ودفئا .. وتفتحت وردا وزهرا وشمسا ..
وتفتحت نهارا وقمرا ونجما .. لا تسوفي فأنا الذي أرسلك نهرا يغتسل بي ..
 وبعثك دفئا يلتحفني .. وقدرك صرخة تزلزلني ..
أنا الذي هيأ العمق .. واختزل الروح .. وتنازل عن الكمال ..
وأنا الذي يحبك يحبك يحبك .. فأين يومك من أزلي .. وأين حبك من زرعي ..
وأين أنت من عسلي .. ومطري .. وغرسي .. أين أنت من ثمري ..
هذا الذي يذهب آهات وزفرات وألما .. هذا الذي ليته ظل ترابا .. وكان ترابا ..
ويمسي كما يصبح ترابا تربا تربا .. أين يومك فتنتي من محنتي ..
بربك وهل كنت إلا كما أنت .. تهربين على عجل .. وتطلبين دون وجل ..
وتقتلين بلا خجل .. بربك .. وهل كنت غير هذا .. تسومينني على كل مفترق ..
 أنا لست سلعة أميرتي كي لا يعاد قرارك .. ولا يعاد كلامك .. ولا يعاد كيانك ..
 أنا لست كما تتصورين .. أنا كما أنت تريدين .. أنا أنفذ أحكامك .. أنفذها على هواك ..
قلتها أم أخفيتها أم حلمت بها أم بدلتها .. تذكرتها أم تناسيتها .. سواء علي أمرك ..
 أولست فيّ هكذا .. ربما أكون خلاف ذلك عندك .. لا تهربين من نفسك ..
كما هربت مني في ذات يومك .. لن أتوه فيك .. كما تهتِ في ثوبك .. وجلدك ..
 كما تتوهين في جمالك .. لك ذلك .. إنما أنا لن أتوه عنك وفيك ومنك ..
أنا أعرفك تماما .. فقد روحي .. ونقص جوعي .. وفتنة قلبي ..
وحرف لساني .. هاجس بخاري .. ربيع ترابي .. ثمر زهري .. نفس آهتي ..
ماء عيني .. أراك بك .. أتنفسك .. أحياك أحياك أحياك ..
من بعثك لمنتهاك .. ومن بدئك لنقصي .. ومن يومك ذاك لموتي ..
أحياك حبيبتي وسيدتي وملهمتي وقاتلتي .. أحياك مدرستي وجامعتي .. أحياك شتاتي .. أحياك مماتي ..
 أحياك بعثي وانطلاقي وانشغالي .. أحياك أنسي ووفائي .. بدأي وانتهائي ..
احياك ذات يومك وذات عمري .. وذات أمرك .. أحياك صبري ..
أحياك حلمي .. أحياك كلي وبعضي .. أحياك أحياك أحياك ..
 

قلت لي :
حديثك يذهب بي بعيدا ..

ألا ليت شعري ..
ليتني ما نطقت إذن .. وليتني كنت ترابا .. أنا حبيبتي أناديك في كل حرف ..
أحاول استرجاع الآهة علها تطوف الكون وترجع لي بك .. فأين يأخذك كلامي ..
وحديثي .. آه .. ربما يرجع بك لما كنت به فيّ .. ياه .. ما أطول الرحلة ..
اقتصري وادخليني دفئا حبا نبضا دما روحا .. أسكنيني محرابا .. جنة .. فتنة ..
 ولم الرحلة ما دمت هنا .. بين يدي نفسك .. ألست مرآتي .. فيك .. أعجب لاجتياح الخمائر بالنظرة ..
وأنا النظرة والطريق .. أما تعرفين الطريق .. وأنت تدوسين أحلامي وآمالي ومساماتي ..
 لم وأنا الطريق منك وبك عليك .. فيك وعنك إليك .. لم تذهبين للبعيد إذن ..
 لم تسقطين التواريخ كلها في رغبة .. وتوقفين المشاريع على وعد ..
 وتقولين لك المستقبل .. وأنت تختزلين الحاضر والماضي في رحلة الآتي ..
 رحلة الهروب إلى الخطيئة .. تلك التي لن أكررها .. ولن أسطرها .. ولن أحكيها .. وأحكيها وأحكيها سأحكيها ..
 

قلت لي :
أنت وحدك ..

كيف .. وأنت المسافرة في قلوبهم وأرواحهم ورغباتهم وحاجاتهم ..
كيف وأنت نفسهم وربيعهم وفرحهم .. زادهم وسفرهم ..
حلمهم وأملهم .. عرسهم وحزنهم .. كيف وأنت نورهم وضبابهم ..
مرآتهم .. كيف وأنت خوفهم ورعبهم .. حربهم وسلمهم ..
 كيف وأنت المطلب والوحشة .. المحضر والدهشة .. الآهة والرعشة ..
 كيف وأنت الجميع .. القيلة والهجيع .. البسمة والطفل الرجيع .. ووحدي هنا بالفعل ..
 في المكان والزمان .. لا وحيدا في الرهان .. ولا من يشاركني البيان ..
وحدي هنا .. حقيقة وحدي .. ترابا أو سرابا أو خرابا .. لا فرق والحال سيان ..
 ووحدي فقط .. من يقف عليك .. وعلى دمه الجاري فيك ..
من يقف على حدودك لغة .. وحدودك دفئا .. وحدودك لحنا ..


قلت لي :
سأنام قليلا ..

تنامين إذن .. كم بحثت عنك وأنت نائمة ..
وكم بكيت وكم اشتقت وكم رحلت وكم مشيت ..
كيف تنامين في واقف .. كيف تنامين في فكرة ..
كيف تنامين في فوضى سؤالي .. وانشغالي .. في نظرة في سكرة ..
كيف تنامين في حروفي وكلماتي وسطوري ..
 في همومي وعلومي .. في صروفي وهذياني .. في هلوسة الفاقد ..
 ومنطق الناقد .. ولوعة المشتاق .. كيف تنامين في نبضة القلب ..
 وغصة الحلق .. ونار اللهفة .. وزمهرير الغياب ..
 كيف تنامين في زلزال .. كيف تنكرين الصحوة .. اللمسة والهمسة ..
الراحة والبصمة .. وكيف تنامين في فاقة .. رحلة العمر الذي يسعى بنا ..
إلى هناك إلى هناك .. كيف تنامين على جناح فراشة ..
ما الذي يهديك الموتة الصغرى .. وأنا المحتفظ بالكبرى ..
كيف تنامين ظامئة .. وهادئة .. بائدة وبادئة .. خافية وبادية ..
 كيف تنامين عالمة بما أضمرت جاهلة بما ناوأت .. كيف كيف كيف ..


قلت لي:
رأيتك في الحلم ..

ألم تريني بالصحو سيدتي .. أنا يا فتاتي أراك في أصابعي .. وعلى راحتي ..
 وعلى ضوء القمر .. أراك في عيونهم وآذانهم وأوقاتهم .. أراك في قولهم ومطرهم ..
 أراك في شفاههم .. سكونهم وثورتهم .. أراك عرسهم .. شجوهم .. لعبهم وترفهم .. لهوهم وصفوهم ..
رأيتك في كلهم ينهش كلهم .. لأنك بعضهم يزلزل بعضهم ..
 رأيتك فوقهم .. تحتهم .. أرضهم وسماءهم .. رأيتك معنا ..
مشيَنا وسمعَنا وبصرَنا .. رأيتك في لحمي وفي همي وفي اسمي ..
 في وصفي وفي سهوي .. رأيتك حبيبتي في لساني وكياني .. زماني ومكاني ..
غايتي ورغبتي .. فكري وذكري .. بؤسي وفقري .. نطقي وعلمي .. سفري ورحلتي ..
طهري وسوأتي .. جلدي ولباسي .. حضوري وغيابي .. أما تحلمين مرة أخرى ..
 مرة أخرى وتسدل الستائر .. مرة أخرى ويسقط المطر ..
 مرة أخرى وتمطرني المشاعر .. مرة أخرى وتقتلني المناظر ..
 أقبل أقبل أقبل .. احلمي صاحية .. مرة أخرى .. وأقبل لا أغامر .. آتيك آتيك آتيك ..
 

قلت لي ..
ذات يوم سترى مني الكثير ..

ما كنت لأعيش إذن ..
أنا أعيش الكثير هذا سيدتي .. فيك وفي .. أعيشه في صحرائي ..
وفي غيومك المسافرة إلى هناك .. كم انتظرتها تمطرني ..
وكم نبحها الصدى المدفون في حنجرتي .. كم رأيتها على مرمى النفس ..
وأنت تسكنينني .. لن أطبخ قوتي على ضوء قمر ..
حكمت وانتهى .. وهربت وانتهى .. وحرقت كل رسائلي ..
وأشحت عني لا ربيع وإن بدا .. أنت ما أنت ..
هذا الواقف في جفوني أليس ظلك .. وهذا النائم في عروقي أليس رسمك ..
وهذا المسافر في نبضي أليس دمك .. من أنت لأقول لك وعدا علي في التوراة والإنجيل والقرآن ..
كيف ذاك وأنا أكتب نفسي .. لا يحتمل حبيبتي .. لا يحتمل ..
كيف تحتملين الزلة في نبض .. والآهة في نفس .. والأنة في وجع ..
 كيف احتملت الوقوف على حروف .. وجهلت الكتابة على الرخام ..
 كيف أبتلع الرجوع .. كما ابتلعت الفرار ..
 كيف أحتمل اللجوء .. وأنت احتملت الهروب ..
كيف أحتمل هذا الكر .. وأنت لا زلت تحتملين الضياع ..
 كيف كيف كيف .. وأنا أنا انا .. وأنت أنت أنت .. وأنت من اختار هذا الشقاء ..
قلت لي :
 لن أراسلك ..

سأراسلك أنا .. سأسرق وقتك للقراءة .. هكذا نحن ..
كنت واحدا واختلفنا .. فكيف أتفق في كثير ..
كم أحب أن أكون واحدا في الحب .. وفي اللعب .. وفي الحياة ..
وإن تعدد الخَلق .. واختلف الخُلق .. فمن جهل نفسه .. كيف تلزمينه في إيمان ..
 وتطالبينه في حاجة .. وتقفين نفسك عليه .. تكونين كمن باع نفسه لهواه .. فأهداه لسواه ..
 

قلت لي :
 أكتب..

سأكتب لك رسائلي .. وأرسلها .. فهل ترسلين لي ما أريد ..
أنا لا أملك غير الحروف .. وما أكثر ما انتزعت مني .. أين دفئي .. وأين ضلعي ..
وأين اكتمالي ونقصي .. أين كلك .. كيف تطلبين نقصي لترجحين ..
ما أصغر الطالب والمطلوب حبيبتي .. تفرين مني وتطلبين الوعد ..
أي إمعة أنا .. وكل ما لا يشبعنا كثيره .. كيف نقتات على تفاهة قليله ..
 لن أوافيك بعهد أو وعد .. أخاف الكثرة كما أخاف القلة ..
 دعيني على أعراف المنهج .. حيث لا جنة ولا نار ..
لا أحب التبعية .. أما سمعتهم .. قالوا: وعد الحر دين .. هو لا يعد حبيبتي ..
هو يقول الكلمة فتخرج قرارا لا رجعة فيها .. بربك .. إذا كان الكلام لا يعاد ..
فكيف أقف عليك وتعيدين لي ظلي .. هناك .. كان لا ظل لي .. كيف انفصلت إذن ..
لن أذوب فيك لأكونه .. ربما نكتمل في اندماج ظلينا .. هناك ..
حيث لا وعد ولا عهد .. هناك فقط .. نحن نفعل ولا نتكلم ..
هناك .. لا رسائل ولا حروف .. هناك .. واحد لا ظل له ولا خطيئة ..
هناك .. لن أطلب أنيسا يسلي .. هناك ائتلاف لا اختلاف .. هناك سأتوب أتوب أتوب .. وأحن إليك وأتوب ..
قلت لي :
من أجلك أنت ..

متى تفعلين من أجل نفسك .. وتقولين من أجل حاجتك .. وتفكرين بما أنت فيه ..
 متى تقولين أحتاجك .. متى تقولين أنا أريد .. تعترفين ..
 متى تعودين إليك .. متى تتحدثين .. متى تكتبين .. متى تتعلمين فن العطاء ..
متى ترسلين الرسائل .. متى تفكرين بالعودة .. متى تراجعين الملفات .. مديونيتك ..
متى تكشفين التاريخ .. كنت كاملا وفكرت بك .. فهل فكرت بي ناقصة ..
هل فكرت بي خائفة .. هل فكرت بي طالبة .. هل فكرت بحاجتك .. بكمالك ..
 فرق هائل بين اكتمالينا .. رجحة ميزاني أنت ..
كيف تطلبين ما لدي ولا تطالبين بي .. كلا كاملا ..
قلت لك لن أقف بك على حدود نهد ..
ولن أقف بك على خصلات شعر تذروها الرياح لشنقي ..
ولن أقف بك على رجفة قبلة .. لن أقف بك على تموجات بطن .. وتعرجات ظهر ..
 ومنخفضات رغبة .. لن أقف بك على ضمة ولا فتحة ..
لن أقف على كسر نفسك لحاجة .. ولا على سكون خد مبني على بركان ..
لن أقف بك عليك مجزأة .. أنا أريدك كلا ..
كما كنت بي تماما .. تشملين شتاتي .. تربطين جموعي .. تضمدين شرخي ..
 تعالجين فقري .. وترتبين أوراق اعتمادي .. وابتدائي وانطلاقي ..
 أريدك أريدك أريدك .. بصيفك وشمسك وربيعك وخريفك ..
أريدك المواسم على البيادر .. أريدك فتنة نفس وجنة جسد ..
 أريدك حشاشة روح .. وثورة دم .. أريدك مضغة قلب وينبوع حياة .. أريدك أريدك أريدك ..
 

قلت لي ..
من سوء حظك انشغلتَ عني ..

ومن حسن حظي حوصرت ..
 بربك كيف تحكمك اللحظة في حب يجرفني .. وفي شوق يقتلعني .. وفي بعد يطحنني ..
أنت نصفان إذن .. نصف لما تمليه اللحظة .. وآخر لما تمليه الظروف ..
كم كنت واحدة وجهلتك .. فكيف لا أجهل النصفين ..
 "حنين" عاد بواحدة فدخل التاريخ .. من لي فيك لأرجع بالنصفين إذن ..
وأدخل التواريخ كلها .. لا حبيبتي لا وعد لدي لمتعاكس معكوس .. أين أكون إذن ..
لن أقف على أعرافك .. مرة جنة فتحيين .. ومرة نارا فتأكلين ..
كما لن أقول لك كلي بعضك إذن .. ما كنت لأوصلك حيث وصلت أنا ..
 ما أسوأ أن تأكلي بعضك .. فما أسوأ ما أكلت أنا ..
وأعترف ..
أنني لا أملك غير صرختي .. فكيف تحملينني وزر امتلاك الوعد ..
 في غربة انتهاك العهد .. أنا لا أجيد فن التصرف آنستي ..
فما لدي لا يقبل القسمة على عدد .. ولن يقف على زيادة ..
وإن أتقن فن الضرب .. وتجاهل ما نقص من العمر .. فالحياة ملعب .. يتسع لما ينزل من لاعبين ..
ولن تصفر الصافرة على كل ركلة .. فهي تصفر مرة .. فقط مرة ..
حينها يخرج اللاعب إلى حيث لا ملعب ولا صافرة .. لا جمهور ولا حكم ..
 

قلت لي :
أنتظرك ..

 ألمرة واحدة .. وأنا الموقوف على انتظارك ..
منذ الخطيئة الأولى .. لن آتيك لخطيئة أخرى .. لن أجازف بنقص أخر ..
 ولن أختزل الروح والقلب والدم والعظم .. لن أختزل الفراغ .. لن أختزل المكان ..
 ولن أتنازل عني .. تنازلت لك لامتلاك ما .. يخصني لا يخص هروبك ..
 وفرارك .. وقرارك .. لن أتنازل عن المطالبة بك .. ولن يجرفني غباري .. وإن غزاه فطرك وطحلب السنين ..


قلت لي:
أكتب أكثر ..

لم آسرتي .. من لا تأت من حرف لن يجديني لديها معجم ..
 ولا لغة .. ولا بحر دموع .. فلم أكتب .. ولمن أكتب ..
 أذكر أنني كتبت لك فأقبلت ألفا .. وبقيت على حالي ..
 وحيدا يكتب للتقرب زلفى .. على حالي ..
يدون لك النداءات لغة، كلمة وحرفا .. أريدك واحدة فأتيت ألفا .. فهل لي بكن واحدة لا تقبل صرفا ..
 

قلت لي :
مغرور ..

وتحتملين النميمة علي .. نفسك تأمرك .. وأنت تطبقين ..
 لك الوهم .. ودعي الغرور لكامل .. سرحت بي ووقف علي ..
كنت غروري يوما ما .. لحظة ما أكون غرورك .. وقفة ما ..
 لا أرى الأشياء كما ترينها .. أنا أراها سرابا أنت بروازه .. وأنت ترينها عروشا تبروزني ..
 

وقلت لي:
ما أشغلك ..

لا .. أنا ما انشغلت عنك .. بل ضعت فيما يضيع منك والوقت ..
 الصرخة التي تنبثق من ملابسك .. رغما عنك وعنهم ..
أراها وهي تجتاح حيزك .. وتجتاح الفضاء .. وتجتاح ربيعي ..
 أضيع فيها .. ومنها .. إن لم يكن التساؤل فيما يغدقها فيك ....
 يكفي الضياع فيما ينعفها منك.. وكيف تفيض من مسامات الجسد ..
وكيف تخترق المحاشم واللباس .. وكيف تلقح نظرتي .. وتبعث فكرتي .. نشوتي .. ثورتي ..
 كيف أصنفها في بذور اللقاح .. كيف لا يحملها النحل إلي ..
تهت في الريح ذات مرة .. نقل المقاييس كلها .. عبأني وذهب بما دهمني به ..
لاحقته لأمتار وانتشر في الفضاء .. رجعت أحمل ما تبقى ..
نشوة أطاحت بشموخي .. هبة وطارت بروحي .. أوقدت النار فيّ .. كل نار إلى مستقر ..
 لهب يجنح .. وجمر يقدح .. ورماد تذروه الرياح .. نار لهفتي .. لا دخان ولا جمر ولا رماد ..
 بل حرقة تقبع في فؤادي .. ومهجة تلفحها النظرة الأولى .. أراك بها وأنت تمثلين القبلة الأولى ..
والرعشة الأولى .. أراها وهي تصرخ بي .. هل من مزيد .. هل من مزيد .. ولا جهنم كجهنم ..
 كيف خلقت لذلك .. وكيف امتزجت بي لأكون الجمر واللهب .. الدخان والحطب .. الشجر والمنقلب ..


وقلت وقلت وقلت:
لا طاقة لي على قول .. لا طاقة لي على فعل .. لا طاقة لي على جريرة ..
على وصال وانفصال .. على ارتباط وانحلال ..
من تفتح أبواب الوحدة فيما بعد .. من تدفع فواتير الغيوم .. ومن تبني سدود سيولي ..
من ترفع المطر .. وتقلم الشجر .. وتنحت الحجر .. من ترسم غايتها ..
من تقطف التفاحة .. من تقدم الأكواب .. من توقد لي فتنتها ..
من التي تطفئ الشمس .. وتنير لي سماء الروح ..
ومن التي تشرب خموري .. وتأكل تموري .. وتنام على دفاتر حضوري ..
 


 
وقلت لي .. وقلت لي وقلت ..
ربما أفكر بمعادلة رياضية ما .. أطبقها على فلسفة ما ..
 وأحشوها برموز ما .. كم دققت النظر بها .. وضاقت المخيلة ..
 لست أدري لم لا تكوني رمزا لمتجسد ما ..
حتى الرياضيات لم تفلح في تجسيدك عددا صحيحا .. تستند عليه في فك رموز الحياة ..
بناك الذهن على المجهول .. فمن يسبر أغوار الكلام إذن ..
ومن يعطيك جواز السفر .. ومن يمنحك الإشارة .. وأنت المبنية على الإثارة ..
فتنة .. ما أسوأ فتنة السراب لظامئ .. وهبك العدد والمدد ..
والأصل والمستند .. فهل تحملين همي وتحملين دمك .. هل تتوسدين رسائلي ..
وهل تقفين على موائدك .. تنثرينها في وجه ريحي .. وروحي .. وضبابي ..
 ربما تلقحين من بخور ند .. كيف لا وأنت من أسدل الستائر على الخمور ..
وأطفأ الأمل على زهرات خد .. وعالج الضباب بالفتور ..
وخبأ المطر في تضاريس نهد .. وهي المعادلة إذن .. تفرش رموزها على القسمات ..
وتلتحف البسمات .. لمن اكتشف المغريات .. كيف ألهث وراءك وأنت تفرين بدمي ..
كم لهثت وراء روحي .. وقد حاصرتني المعادلة .. مذ أن وأدوك ..
وكنت نسيا منسيا .. أي يوم هذا الذي ترصدينه .. وجسدي مقبرة لك ..
ومقبرة للمعادلة .. ومقبرة للألم .. والأمل .. ربعان أنت كما حسبوك ..
نصفان نصف الواقع .. أي صيغة تجمعك .. وأي مفترق يلمك ..
وأي منتهى للجموع يجسدك .. لا طاقة لي عليك وأنت في ..
 

 بقلم /  عصام الديك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

محمد ابوزيد

سيرة ذاتية | أعلن لدينا | اتصل بنا
مدونة رشيد © 2009-2005 | جميع الحقوق محفوظة | تصميم وتطوير : رشيد