الجمعة، 29 أبريل 2011

ايها الإنسان








ايها الإنسان … رويدك .. علام تسرع الخطا؟ هل تفكرت في عمق آثار هذه الخطا على الأرض؟هل أطرقت رأسك ملياً لتفكر هل سيذكرك الناس بعد حلول رمسك ؟ هل سيرون عظيم صنعك و بهاء ما تركت و خلّفت وراءك؟

تراك بعد سنين ستكون آثارك كهذه الآثار … كماشٍ على رمال الشاطئ، ظن نفسه أنه قد ترك آثار أقدامه، لكنه نسي حقيقة في غاية البساطة ! أن أمواج البحر ستعلو في المساء وستعفو آثار أقدامه ! بهذه البساطة و كأن هذا الشخص لم يمر من هنا … و ما ترك شيئاً ذا أثر و قيمة …

فإياك أيها الإنسان أن تكون آثار أعمالك كماشٍ فوق الرمال! يحسبه عميق الأثر، عصياً على الذوبان، مستحيلاً على النسيان ، ثم ما هي إلا ساعات بعد حتفك ترى أمواج البحار تزيل آثارك ثم يأتي آخرون يرسمون على الرمل بأقدامهم، يحسبون كما حسبت، ثم يمضون ويمضي معهم أثرهم!

ليتني يا بحر أعرف سرّ من رسّخ آثار أقدامه على رمل فاستعصى إزالة أثره، ليتك يا بحر تفيض لي بسرك فقد عهدتك صديقاً أحن له كلما ضاقت بي الدنيا أو تاهت عني قوانينها في الرسم والنحت لعظماء تاقت نفسي إليهم ولمقارنة عجيبة ومفارقة غريبة بين رجال مشوا على الأرض بأخلاق رفيعة فغيروا الكون من حولهم وصاغوه من جديد، وصبغوه بصبغة الله، ومن أحسن من الله صبغة. فكانوا حجر الرحى في العالم، وغدوا أمناء الله في أرضه، بهم تتنزل الرحمات وينتشر السلام روحاً ومادةً، فبنيت حضارة ما عرف التاريخ خيراً منها أو أكثر نفعاً للإنسانية. وبين أشباه رجال من أمتي، همتهم كالزبد وأعمالهم كالغثاء واهتماماتهم كالطفل الصغير الذي يرمي الماس ويمسك بقطعة حديد ليس لها عمل سوى اللهو واللعب.. غرتهم الحياة الدنيا ونسوا أنفسهم وفقدوا خلال رحلة الحياة غاية وجودهم وسر تكريم الخالق لهم!

سنوات يا بحر لم تتغير هذه المقارنة … إنها تكويني بنارها .. ولا أجد لها من منفذ .. أأستعجل القدر يا بحر ؟ أم أن الأماني أهلكتني؟ .. لا أعلم … كل ما أعلمه أن من خلقك هو الذي بث فيّ هذا الهمّ و هذه المفارقة العجيبة دون أن أجد لها سبباً، إلا أني أنتظر ما ستبوحه لي يوماً من الأيام عن سرك الدفين و سرّ تلك المقارنة. و لابد أنك فاعل!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

محمد ابوزيد

سيرة ذاتية | أعلن لدينا | اتصل بنا
مدونة رشيد © 2009-2005 | جميع الحقوق محفوظة | تصميم وتطوير : رشيد